"نيويورك تايمز": ترحيل جماعي لـ100 مهاجر إيراني من الولايات المتحدة
"نيويورك تايمز": ترحيل جماعي لـ100 مهاجر إيراني من الولايات المتحدة
نفذت إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عملية ترحيل جماعي لنحو مئة مهاجر إيراني على متن طائرة مستأجرة أقلعت من ولاية لويزيانا، متجهة إلى إيران عبر قطر، بحسب ما كشفته صحيفة "نيويورك تايمز"، اليوم الأربعاء، نقلاً عن مسؤولين أمريكيين وإيرانيين مطلعين على تفاصيل العملية.
وأكد مسؤولان إيرانيان رفيعا المستوى شاركا في المفاوضات بشأن هذا الملف، إلى جانب مسؤول أمريكي على دراية بالخطة، أن الترتيبات اللوجستية للرحلة كانت في مراحلها الأخيرة قبل تنفيذها.
وأوضحت "نيويورك تايمز" أن هذه العملية تأتي ضمن توجهات ترامب الرامية إلى تسريع وتوسيع نطاق عمليات "الترحيل الجماعي للمهاجرين"، والتي شدد عليها في خطابه الأخير أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة.
انتقادات ومخاوف إنسانية
وحذّرت منظمات حقوقية من التداعيات الإنسانية لهذه الخطوة، معتبرة أن إعادة المهاجرين إلى إيران تتجاهل المخاطر المتعلقة بانتهاكات حقوق الإنسان هناك، خصوصًا أن بعض المرحّلين قد يواجهون الاضطهاد السياسي أو الديني.
وكانت الولايات المتحدة قد رحّلت في نهاية العام الماضي مجموعة من الإيرانيين إلى كوستاريكا وبنما، بينهم عدد من المتحولين إلى المسيحية الذين تعرّضوا لمضايقات وتهديدات.
وقد أثارت هذه السياسات جدلاً واسعاً في الأوساط الحقوقية، حيث رفع ناشطون دعاوى قضائية لوقف عمليات الترحيل، ففي مارس الماضي، تقدمت الناشطة الإيرانية آرتميس قاسم زاده وتسعة لاجئين آخرين بشكوى أمام لجنة الدول الأمريكية لحقوق الإنسان بعد ترحيلهم واحتجازهم في مخيم داخل غابة في بنما، نيابة عن أكثر من 100 لاجئ آخر، مطالبين بوقف إعادتهم قسراً إلى بلدانهم الأصلية ومنحهم حق التواصل مع محامين.
أبعاد سياسية وانتخابية
وربط مراقبون بين هذه الخطوة وبين أجندة ترامب الانتخابية، حيث شكل ملف "الهجرة غير الشرعية" أحد أعمدة حملاته منذ انتخابات 2024، وبعد توليه منصبه في 20 يناير 2025، أصدر أوامر مشددة للمدعين الفيدراليين بملاحقة المسؤولين المحليين الذين يرفضون التعاون في تطبيق القوانين الاتحادية المتعلقة بالهجرة.
وفي هذا السياق، وافقت بنما على التعاون مع إدارة ترامب في خطتها الرامية إلى ترحيل ملايين المهاجرين غير الشرعيين، مستفيدة من موقعها الجغرافي الاستراتيجي في الممر البري الضيق الرابط بين أمريكا الشمالية وأمريكا الجنوبية.
وتأتي هذه الخطوات في وقت تتزايد فيه الضغوط الداخلية والخارجية على الولايات المتحدة بسبب تداعيات هذه السياسات على المهاجرين، لا سيما الفئات الأكثر هشاشة.